Kitab Tijan Darory: Sifat Irodat
Dalam bab ini Mushonnif menjelaskan tentang:
- Pengertian Sifat Irodat
- Sifat Irodat dalam pandangan Ahlussunnah Waljama'ah
- Ta'alluq Sifat Irodat
- Adab dalam memahami Sifat Irodat
- Cara menyusun dalil Sifat Irodat
ويجب في حقه تعالى الإرادة ويراد فيها المشيئة وهي صفة موجودة قديمة قائمة بذاته تعالى يخصص بها الممكن ببعض ما يجوز عليه إما بالوجود أو بالعدم أو بالصفات كالبياض أو السواد أو بالغنى أو بالفقر أو بالعلم أو بالجهل إلى غير ذلك كالمقادير كالطول أو القصر وكالأزمنة ككونه في زمن إبراهيم أو في زمن عيسى عليهما السلام والأمكنة ككونه في مكة أو في الطائف والجهات ككونه في جهة المشرق أو في جهة المغرب
وضدها أي الإرادة الكراهة بمعنى عدم الإرادة
واعلم أن الإرادة عند أهل السنة غير الأمر والرضا والعلم
فقد يريد ويأمر ويرضى كإيمان من علم الله إيمانه مثل أبي بكر رضي الله عنه وهذا يقال له واجب لغيره لأنه حيث تعلق علم الله وإرادته بوجوده في وقته وجب وجوده فيه ويستحيل عدمه في ذلك الوقت
ويقال له مستحيل لغيره وقد لا يريد ولا يأمر ولا يرضى كالكفر ممن ذكر بل هو مستحيل كما مر
وقد يريد ولا يأمر ولا يرضى كالكفر ممن علم الله عدم إيمانهم مثل فرعون وهامان وقارون وكالمعاصي الواقعة في الكون
فإن الجميع واقع بإرادته تعالى وقد يأمر ولا يريد كإيمان من علم الله أنه لا يؤمن كالإيمان ممن ذكر وإنما أمرهم به مع كونه لم يرده منهم لحكمة يعلمها الله تعالى لا يسئل عما يفعل
فالأقسام أربعة والرضا لازم للأمر وتتعلق الإرادة بكل ممكن كالقدرة لكن تعلق القدرة تعلق إيجاد وإعدام وتعلق الإرادة تعلق تخصيص فلا تتعلق بالواجب ولا بالمستحيل
وشمل الممكن الخير والشر فلا يقع في الكون شيئ من خير أو شر إلا بإرادته تعالى إذ لا يصح أن يقع في الكون شيئ قهرا عنه تعالى خلافا للمعتزلة القائلين بأن إرادته تعالى لا تتعلق بالشرور والقبائح
ولكن يجب علينا الأدب مع الله تعالى بأن لا ننسب الشرور والقبائح إليه تعالى إلا في مقام التعليم فإن ذلك لا يجوز كنسبة خلق الأمور الخسيسة إليه تعالى فلا يجوز أن يقال في غير مقام التعليم خالق القردة والخنزير
والدليل على ذلك أي ثبوت الإرادة له تعالى وجود العالم
وتركيبه أنه تعالى لو لم يتصف بالإرادة لكان كارها ولو كان كارها أي عادم الإرادة لم يتصف بالقدرة لكن عدم اتصافه بها محال إذ لو لم يتصف بها لكان عاجزا وكونه عاجزا محال إذ لو عجز لما أوجد شيأ من الحوادث وذلك باطل لمشاهدة وجودها فبطل ما أدي إليه عدم الإيجاد وهو عجزه وإذا انتفى العجز انتفت الكراهة وثبت نقيضها وهو الإرادة وحيث وجبت له تعالى الإرادة استحال عليه ضدها
