ويجب في حقه تعالى القدرة وهي صفة وجودية قديمة قائمة بذاته تعالى يوجد تعالى بها ويعدم كل ممكن على وفق الإرادة ولها سبع تعلقات
واحد صلوحي قديم وهو صلاحيتها في الأزل للإيجاد والإعدام بها في وقت الإمكان
وثلاثة تنجيزية حادثة وهي تعلقها بإيجاد الممكن بعد عدمه السابق وتعلقها بإعدامه بعد وجوده وتعلقها بإيجاده للبعث من القبر
وثلاثة تعلقات قبضية وهي تعلقها باستمرار عدم الممكن وقت إمكان الوجود قبل وجوده وتعلقها باستمرار وجوده بعد العدم وتعلقها باستمرار عدمه بعد الوجود فهذه التعلقات الثلاثة يقال لها تعلقات قبضية
بمعنى أن الممكن في القبضة فإن شاء الله أبقاه على حاله من العدم أو الوجود وإن شاء أبدله بضده فلا ممكن إلا وهو حادث بفعله وفائض من عدله على أحسن الوجوه وأتمها وأعدلها
فكل ما سواه من إنس وجن وملك وشيطان وسماء وأرض وحيوان ونبات وجماد وجوهر وعرض ومدرك ومحسوس حادث أنشأه بقدرته إنشاء بعد أن لم يكن شيأ إذ كان الله في الأزل موجودا لم يكن معه غيره فأحدث الخلق بعد ذلك إظهارا لقدرته وتحقيقا لما سبق في إرادته لا يشذ عن قبضته مقدار ولا تخرج عن قدرته تصاريف الأمور ولا تحصي مقدوراته تعالى
وضدها أي القدرة العجز والدليل على ذلك أي ثبوت القدرة له تعالى وجود العالم
وتركيبه لأنه لو انتفت عنه القدرة لكان عاجزا ولو كان عاجزا لم يوجد شيئ أي بعض من هذه المخلوقات وعدم وجود شيئ منها محال لما يخالفه الحس والعيان فبطل ما أدي إليه وهو اتصافه تعالى بالعجز فثبت نقيضه وهو اتصافه تعالى بالقدرة وحيث وجبت له القدرة استحال عليه ضدها



Post a Comment