HefLdMeicEtUwtueWBWH3PTTkGBfKDvF5ornRJYT
Bookmark

Kitab Tijan Darory: Sifat Wahdaniyat

ويجب في حقه تعالى الوحدانية في الذات  وفي الصفات وفي الأفعال

ومعنى الوحدانية في الذات أنها ليست مركبة من أجزاء متعددة ويقال لذلك كم متصل في الذات وأنه ليس هناك ذات تشبه ذاته تعالى ويقال كم منفصل في الذات لكن الوحدة في الذات بمعنى عدم التركيب من أجزاء علمت من المخالفة للحوادث كما مر

ومعنى الوحدانية في الصفات هو عدم تعددها فليس له تعالى صفتان في الإسم والمعنى وبيان ذلك أنه تعالى ليس له صفتان فأكثر من جنس واحد كقدرتين فأكثر وعلمين فأكثر وهكذا ويقال له كم متصل في الصفات وعدم النظير فيها وهو أنه ليس لغيره صفة تشابه صفته تعالى فليس لغيره تعالى قدرة كقدرته تعالى أو علم كعلمه وهكذا ويقال له كم منفصل في الصفات

ومعنى الوحدانية في الأفعال أنه ليس لغيره فعل من الأفعال ويقال له كم منفصل في الأفعال

وأما الكم المتصل في الأفعال فإن صورناه بتعدد الأفعال فهو ثابت لا يصح نفيه لأن أفعاله تعالى كثيرة من خلق ورزق وإحياء وإماتة إلى غير ذلك

وإن صورناه بمشاركة غير الله له فهو منفي أيضا بوحدانية الأفعال فهو تعالى منفرد بالخلق والإختراع متوحد بالإيجاد والإبداع خلق الخلق وأعمالهم وقدر أرزاقهم وآجالهم

والحاصل أن الوحدانية الشاملة لوحدة الذات ووحدة الصفات ووحدة الأفعال تنفي كموما خمسة

الكم المتصل في الذات وهو تركيبه من أجزاء والكم المنفصل في الذات وهو التعدد بحيث يكون هناك إله ثان فأكثر فهذان الكمان منفيان بوحدة الذات

والكم المتصل في الصفات وهو التعدد في صفاته تعالى من جنس واحد كقدرتين فأكثر والكم المنفصل فيها وهو أن يكون لغيره تعالى صفة تشبه صفته تعالى كأن يكون لزيد قدرة يوجد بها ويعدم بها كقدرته تعالى أو إرادة تخصص الشيئ ببعض الممكنات أو علم محيط بجميع الأشياء وهذان الكمان منفيان بوحدة الصفات

والكم المنفصل في الأفعال وهو أن يكون لغيره تعالى فعل من الأفعال على وجه الإيجاد وإنما ينسب الفعل لذلك الغير على وجه الكسب والإختيار وهذا الكم منفي بوحدانية الأفعال

وضدها أي الوحدانية التعدد ودليل الوحدانية في الذات بمعنى عدم الكم المتصل فيها هو دليل المخالفة للحوادث المتقدم ودليل الوحدانية في الصفات بمعنى عدم الكم المتصل فيها أن التعدد لا يقتضيه معقول ولا منقول

والدليل على ذلك أي الوحدانية بمعنى عدم النظير في الذات والصفات أنه تعالى لو كان متعددا كأن يكون هناك إلهان لم يوجد شيئ أي بعض من هذه المخلوقات لكن عدم وجود ذلك باطل لأنه موجود بالمشاهدة فما أدي إليه وهو التعدد باطل وإذا بطل التعدد ثبتت الوحدانية وهو المطلوب

وإنما لزم من التعدد عدم وجود شيئ من العالم لأنه لو كان هناك إلهان فإما أن يتفقا وإما أن يختلفا فإن اتفقا فلا جائز أن يوجداه معا لئلا يلزم اجتماع مؤثرين على أثر واحد ولا جائز أن يوجداه مرتبا بأن يوجده أحدهما ثم يوجده الآخر لئلا يلزم تحصيل الحاصل ولا جائز أن يشتركا في الإيجاد بأن يوجد أحدهما البعض والآخر البعض الآخر للزوم عجزهما حينئذ لأنه لما تعلقت قدرة أحدهما بالبعض سد على الآخر طريق تعلق قدرته به فلا يقدر على مخالفته وهذا عجز وهذا يسمى برهان التوارد لما فيه من تواردهما على شيئ واحد

وإن اختلفا بأن يريد أحدهما إيجاد شيئ من العالم والآخر إعدامه فلا جائز أن ينفذ مراد أحدهما دون الآخر للزوم عجز من لم ينفذ مراده والآخر مثله لانعقاد المماثلة بينهما وهذا يسمى برهان التمانع لتمانعهما وتخالفهما

وأما دليل الوحدانية في الأفعال بمعنى عدم الكم المتصل فيها وهو عدم مشاركة الغير له تعالى في فعل فهو بعض ما مر في برهان التوارد

وأما دليل وحدة الأفعال بمعنى عدم الكم المنفصل فيها بأن يكون لغيره تعالى تأثير في فعل من الأفعال على انفراده فإن قدرت الشيئ مؤثرا بطبعه لزم أن يستغني ذلك الأثر عن مولانا جل وعز كيف وهو الذي يفتقر إليه كل ما سواه

وإن قدرته مؤثرا بقوة جعلها الله فيه كما يزعمه كثير من عوام المؤمنين فإنهم يعتقدون أن الأسباب العادية مؤثرة بقوة جعلها الله فيها ولو نزعها منها لا تؤثر كزعمهم أن الأكل يؤثر في وجود الشبع وأن الشرب يؤثر في وجود الري وأن النار تؤثر في وجود الإحراق وأن السكين تؤثر في وجود القطع بقوة جعلها الله في جميعها فذلك باطل أيضا لأنه يصير مولانا جل وعز حينئذ مفتقرا في إيجاده بعض الأفعال إلى واسطة والحال أنه تعالى له الغني المطلق عن كل ما سواه

وصاحب هذا الإعتقاد ليس كافرا بل فاسق ويقرب من هذا اعتقاد المعتزلة أن العبد يخلق أفعال نفسه الإختيارية بقوة جعلها الله فيه فهؤلاء فسقة

والحاصل أن من اعتقد أن الأسباب العادية كالنار والسكين والأكل والشرب تؤثر في مسبباتها كالحرق والقطع والشبع والري بذاتها فهو كافر بالإجماع أو بقوة جعلها الله فيها ففي كفره قولان والأصح أنه ليس بكافر بل فاسق مبتدع

ومثل القائلين بذلك المعتزلة القائلون بأن العبد يخلق أفعال نفسه الإختيارية بقوة خلقها الله فيه فالأصح عدم كفرهم لأقرارهم بأن قدرة العبد على ذلك من الله تعالى

ومن اعتقد أن المؤثر هو الله تعالى لكن جعل بين الأسباب ومسبباتها تلازما عقليا بحيث لا يصح تأخرها فمتى وجد السبب وجد المسبب فهو جاهل

ومن اعتقد أن المؤثر هو الله وإن بين الأسباب ومسبباتها تلازما عاديا بحيث يصح تأخرها فهو المؤمن الناجي إن شاء الله تعالى

فالأقسام أربعة وحيث وجبت له تعالى الوحدانية استحال عليه ضدها وهو التعدد سواء كان مع الإتصال أو الإنفصال

واعلم أن بحث الوحدانية أشرف مباحث هذا الفن ولذلك كثر التنبيه عليه في القرآن العظيم

وهذه الصفات الست فالأولى منها وهي الوجود تسمى نفسية لأنها لا تدل على معنى زائد على نفس الذات والخمسة بعدها تسمى سلبية لأنها دلت على سلب ما لا يليق به تعالى

والصفات السلبية لا تنحصر على الصحيح لأن النقائص لا نهاية لها وكلها منفية عنه تعالى وهذه الخمسة أصولها فإن ما عداها من نفي الزوجة والولد والمعين وغير ذلك راجع إليها

Post a Comment

Post a Comment