ومما يجب اعتقاده أن قرنه صلى الله عليه وسلم أفضل القرون ثم القرن الذي بعده ثم القرن الذي بعده
أي يجب أن يعتقد أن أصحابه صلى الله عليه وسلم أفضل القرون المتأخرة والمتقدمة ما عدا الأنبياء والرسل لقوله صلى الله عليه وسلم إن الله اختار أصحابي على العالمين سوى النبيين والمرسلين
ولا يخفى ترجيح رتبة من لازمه صلى الله عليه وسلم وقاتل معه وقتل تحت رايته على من لم يكن كذلك وإن كان شرف الصحبة حاصلا للجميع
والقرن أهل زمان واحد متقارب اشتركوا في أمر من الأمور المقصودة كالصحابة فإنهم اشتركوا في الصحبة وهكذا من بعد هم
ثم إن رتبة التابعين على رتبة الصحابة والتابعي من اجتمع بالصحابي اجتماعا متعارفا ولا يشترط فيه طول الإجتماع كما في الصحابي مع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يشترط التمييز في التابعي كما لايشترط في الصحابي
وأفضل التابعين أويس القرني كما أن أفضل التابعيات حفصة بنت سيرين على خلاف في المسئلة
ثم إن رتبة أتباع التابعين تلي رتبة التابعين من غير تراخ كبير والأصل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم خير أمتي القرن الذين يلوني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
وظاهره أن ما بعد القرون الثلاثة سواء في الفضيلة كما ورد في الحديث مثل هذه الأمة مثل المطر لا يدري أوله خير أو آخره
ويعتقد أهل السنة أن أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير الأمم أجمعين وأفضلهم أهل القرن الذين شاهدوه وآمنوا به وصدقوه وبايعوه وتابعوه وقاتلوا بين يديه وفدوه بأنفسهم وأموالهم وعزووه ونصروه
وأفضل هذا القرن أهل الحديبية الذين بايعوه بيعة الرضوان فهم ألف وأربعمائة رجل وأفضلهم أهل أحد وهم سبعمائة من المؤمنين وأفضلهم أهل بدر وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا وأفضلهم الأربعون أهل دار الخيزران وأفضلهم العشرة الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد وسعيد وأبو عبيدة بن الجراح وأفضل هؤلاء العشرة الخلفاء الراشدون الأربعة الأخيار وأفضلهم على حسب ترتيبهم في الخلافة وهي النيابة عن النبي صلى الله عليه وسلم في عموم مصالح المؤمنين فأفضلهم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ولهؤلاء الأربعة في مدة الخلافة ثلاثون سنة
كما قال صلى الله عليه وسلم الخلافة بعدي ثلاثون ثم تصير ملكا عضوضا أي ذا عض وتضييق لأن الملوك يضرون بالرعية حتى كأنهم يعضون عضا فالمراد أنه ذو تضييق ومشقة على الرعية
فتولى الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر رضي الله عنه سنتين وثلاثة أشهر وعشرة أيام وتولاها عمر رضي الله عنه عشرا وتولاها عثمان رضي الله عنه اثنتي عشرة وتولاها علي رضي الله عنه ستا
وقيل لم تكمل المدة التي قدرها النبي صلى الله عليه وسلم إلا بخلاف الحسن بن علي ثم تولاها معاوية بن أبي سفيان تسع عشرة سنة
وقال معاوية أنا أول الملوك وخلافته صحيحة بعد موت علي رضي الله عنه وبعد خلع الحسن بن علي نفسه عن الخلافة وتسليمها إلى معاوية وخلافته مذكورة في قول النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تدور رحي الإسلام خمسا وثلاثين سنة أو ستا وثلاثين أو سبعا وثلاثين
والمراد بالرحي في الحديث القوة في الدين والخمس سنين الفاضلة من الثلاثين فهي من جملة خلافة معاوية إلى تمام تسع عشرة سنة وشهور لأن الثلاثين كملت بعلي رضي الله عنه



Post a Comment