ويجب في حقهم عليهم الصلاة والسلام الفطانة وهي التيقظ لإلزام الخصوم وإبطال دعاويهم الباطلة
وضدها البلادة أي الغفلة
والدليل على ذلك أي وجوب الفطانة لهم عليهم الصلاة والسلام أنه أي الشأن لو انتفت عنهم الفطانة لما قدروا أن يقيموا حجة على الخصم وهو أي عدم القدرة على إقامة الحجة محال
لأن القرآن دل في مواضع كثيرة على إقامتهم الحجة على الخصم كقوله تعالى وتلك أي حجة إبراهيم على قومه حجتنا آتيناها إبراهيم وكقوله تعالى حكاية عن قوم نوح يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا وكقوله تعالى وجادلهم بالتي هي أحسن أي بالطريق التي تشتمل على نوع إرفاق بهم
ومن لم يكن فطنا لا يمكنه إقامة الحجة ولا المجادلة وهذه الآيات وإن كانت واردة في بعضهم إلا أن ما ثبت لبعضهم من الكمال الذي لا يتم المقصود إلا به يثبت لجميعهم فثبتت الفطانة للجميع
وإن لم يكونوا رسلا بل أنبياء فقط نعم الواجب للأنبياء مطلق الفطنة وأما الرسل فالواجب لهم كمال الفطنة
وإذا ثبت لهم هذه الصفات الأربعة استحال عليهم أضدادها ومعنى استحالهم عدم قبولها الثبوت بالدليل الشرعي



Post a Comment