HefLdMeicEtUwtueWBWH3PTTkGBfKDvF5ornRJYT
Bookmark

Kitab Tijan Darory: Sifat Jaiz Para Rasul

والجائز في حقهم عليهم الصلاة والسلام الأعراض البشرية التي لا تؤدي إلى نقض في مراتبهم العلية كالمرض غير المنفر ونحوه كالجوع والعطش والنوم والأكل والشرب والمشي والركوب والبيع والشراء والجماع للنساء على وجه الحل بالنكاح أو بالملك

بخلاف الجنون قليله وكثيره والجذام والبرص والعمى وغير ذلك من الأمور المنفرة

وبخلاف الأمور المخلة بالمروءة كالأكل على الطرق والحرف الدنيئة ونحو ذلك مما لا يليق بهم فلا يجوز ذلك

ولم يصح أن شعيبا كان ضريرا وما كان بأيوب من البلاء فكان بين الجلد والعظم فلم يكن منفرا وما كان بيعقوب فهو حجاب على العين من تواصل الدموع

أما خروج المني من امتلاء الأوعية فجائز عليهم بخلاف الإحتلام فلا يجوز عليهم لأنه من تلاعب الشيطان لأنه لا سبيل له عليهم

وأما السهو فممتنع عليهم في الأخبار البلاغية أي التي طلب منهم تبليغها عن الله تعالى كقولهم الجنة أعدت للمتقين وعذاب القبر واجب وهكذا وفي غير البلاغية كقام زيد وقعد بكر وهكذا

وجائز عليهم في الأفعال البلاغية للتشريع كالسهو في الصلاة وسهوهم إنما هو لاشتغالهم بربهم

وأما النسيان فممتنع عليهم في البلاغيات قبل تبليغها قولية كانت أو فعلية

فالقولية كقولهم الجنة أعدت للمتقين والفعلية كصلاة الضحى إذا أمرهم الله بفعلها ليقتدى بهم فيها فلا يجوز نسيان كل منهما قبل تبليغ الأولى بالقول والثانية بالفعل أما بعد التبليغ فيجوز عليهم نسيان ما ذكر من الله تعالى لا من الشيطان لأنه لا سبيل له عليهم وقد قال صلى الله عليه وسلم إني لا أنسي ولكن أنسى

وبالجملة فيجوز على ظواهرهم ما يجوز على البشر مما لا يؤدي إلى نقص وأما بواطنهم فهي منزهة عن ذلك لتعلقها بالله تعالى

والدليل على ذلك أي جواز وقوع الأعراض أي الصفات الحادثة البشرية مشاهدتها بهم عليهم الصلاة والسلام لمن عاصرهم وبلوغ ذلك بالتواتر لغيره فوقوعها بهم أقوى دليل على الجواز لأن الوقوع فرع عن الجواز

 وأيضا هم يترقون دائما في المراتب العلية ووقوع الأمراض بهم مثلا سبب زيادة في مراتبهم العلية ولأجل أن يتسلى بهم غيرهم

ويعرف العاقل أن الدنيا ليست دار جزاء لأحبابه تعالى إذ لو كانت دار جزاء لهم لم يصبهم شيئ من كدوراتها فهو زيادة في علو مراتبهم عليهم الصلاة والسلام

فهذه تسع عقائد تتعلق بالرسل عليهم الصلاة والسلام وتقدم إحدى وأربعون تتعلق بالإله سبحانه وتعالى

فالجملة خمسون عقيدة يجب على كل مكلف معرفتها بأدلتها على ما مر

Post a Comment

Post a Comment