ويجب في حقه تعالى كونه قادرا فالكونية المذكورة صفة ثابتة في نفسها قائمة بالذات لازمة للقدرة
فمعنى كونه قادرا هو قيام القدرة بذاته تعالى وليس هناك صفة أخرى زائدة على قيام القدرة بالذذات ثابتة في خارج الذهن
وضده كونه عاجزا
والدليل على ذلك أي ثبوت كونه قادرا دليل القدرة وإن شئت قلت والدليل على وجوبه له تعالى إن الكون قادرا لازم لقيام القدرة بذاته تعالى وإذا ثبت له تعالى كونه قادرا استحال عليه كونه عاجزا
ويجب في حقه تعالى كونه مريدا وهو صفة له تعالى أزلية مغايرة للإرادة لكنها لازمة للإرادة وهو أمر اعتباري ليس له تحقق في خارج الأذهان بل له تحقق في نفسه وفي الذهن فقط
وضده كونه كارها أي عادم الإرادة
والدليل على ذلك أي ثبوت كونه تعالى مريدا دليل الإرادة وإن شئت قلت والدليل على وجوبه له تعالى أن الكون مريدا لازم لقيام الإرادة بذاته تعالى وحيث وجبت له تعالى هذه الصفة استحال عليه ضدها
ويجب في حقه تعالى كونه عالما وهو صفة له تعالى أزلية مغايرة للعلم لكنها لازمة له وهو أمر اعتباري ليس له تحقق في الخارج بل في نفسه وفي الذهن فقط
وضده كونه جاهلا
والدليل على ذلك دليل العلم وإن شئت قلت والدليل على وجوبه له تعالى أن الكون عالما لازم لقيام العلم به تعالى وحيث وجبت له تعالى هذه الصفة استحال عليه ضدها
ويجب في حقه تعالى كونه حيا وهو صفة له تعالى أزلية مغايرة للحياة لكنها لازمة لها وهو أمر اعتباري ليس له تحقق إلا في نفسه فقط
وضده كونه ميتا
والدليل على ذلك دليل الحياة وإن شئت قلت والدليل على وجوبه له تعالى أن الكون حيا لازم لقيام الحياة به تعالى وحيث وجبت له تعالى هذه الصفة استحال عليه ضدها
ويجب في حقه تعالى كونه سميعا بصيرا وهما صفتان له تعالى أزليتان مغايرتان للسمع والبصر لكنهما لازمتان لهما وهما أمران اعتباريان ولكل منهما تحقق في نفسه فقط
وضدهما كونه أصم وكونه أعمى
والدليل على ذلك دليل السمع ودليل البصر وإن شئت قلت والدليل على وجوبهما له تعالى أن الكون سميعا لازم لقيام السمع بذاته تعالى والكون بصيرا لازم لقيام البصر به تعالى وحيث وجبت له تعالى هاتان الصفتان استحال عليه ضدهما
ويجب في حقه تعالى كونه متكلما وهو صفة له تعالى أزلية مغايرة للكلام لكنها لازمة له فيلزم من قيام الكلام بذاته تعالى كونه تعالى متكلما وليس له تحقق إلا في نفسه فقط
وضده كونه أبكم
والدليل على ذلك دليل الكلام وإن شئت قلت والدليل على وجوبه له تعالى أن الكون متكلما لازم لقيام الكلام بذاته تعالى وإذا ثبت له تعالى كونه متكلما استحال عليه تعالى كونه أخرس وما في معناه الذي هو ضد كونه تعالى متكلما
فهذه الصفات الواجبة له تعالى العشرون والمستحيلات العشرون التي يجب على كل مكلف معرفتها تفصيلا بالدليل ولو إجماليا ثم يجب أن يعتقد إجمالا أنه تعالى متصف بجميع الكمالات التي لا يحصيها إلا الله تعالى وأنه منزه عن جميع النقائص التي لا يحصيها إلا هو



Post a Comment