وأما القسم الثاني وهو النبويات فيشتمل على ما يجب للأنبياء وما يستحيل في حقهم وما يجوز عليهم
فاالذي يجب في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام الصدق وهو مطابقة خبرهم للواقع ولو بحسب اعتقادهم كما في قوله صلى الله عليه وسلم كل ذلك لم يكن لما قال ذو اليدين حين سلم صلى الله عليه وسلم من ركعتين من الظهر أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله
وضده الكذب أي عدم مطابقة خبرهم للواقع وافق الإعتقاد أم لا
والدليل على ذلك أي وجوب الصدق لهم عليهم الصلاة والسلام أنهم لو لم يصدقوا للزم كذبهم لأنه لا واسطة بين الصدق والكذب ولو كذبوا لكان خبر الله سبحانه وتعالى بأنهم صادقون كاذبا
والمراد خبره تعالى الحكمي وهو المعجزة وهو فعل الله تعالى لأن الله تعالى صدقهم بالمعجزات فإنه تعالى لم يجر عادته من أول الدنيا إلى الآن بتمكين الكاذب من المعجزات بل أجرى عادته بوقوعها من الصادق دون الكاذب وإذا خيل بسحر أو نحوه أظهر فضيحته عن قرب ذلك ومعلوم أن تصديق الكاذب كذب
وهو أي كون خبره تعالى كاذبا محال لأن خبره تعالى على وفق علمه والخبر الذي على وفق العلم لا يكون إلا حقا وإذا استحال كذبه تعالى ثبت صدقه وإذا ثبت صدقه صح تصديقه للرسل وإذا صح ذلك ثبت صدقهم وهو المطلوب



Post a Comment